مصطفى الديب (أبوظبي)

حققت النسخة الثانية من سباق مهرجان دلما التراثي البحري التاريخي للمحامل الشراعية فئة 60 قدماً نجاحات كبيرة وأصداء واسعة، وجاء السباق الذي أقيم على مدار 11 ساعة أمس الأول مثيراً ومميزاً ورائعاً في كل شيء، ووقفت خمسة أسباب رئيسة وراء هذا النجاح الباهر للحدث، الذي نظمه نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت.
وتأتي رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، أهم أسباب النجاح، لاسيما أنها أعطت السباق رونقاً خاصاً وأهمية أكبر، إضافة إلى متابعة وحضور سموه للمنافسات من قلب السباق، حيث حرص سموه على الوجود منذ الساعات الأولى وحتى الإعلان عن اسم البطل، كما حرص على استقبال أصحاب المراكز الأولى واللجنة المنظمة، وهو ما ضاعف من فرحة الأبطال، وكذلك المسؤولين عن تنظيم السباق.
أما السبب الثاني في نجاح النسخة الثانية، فكان التنظيم الرائع من جانب نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، والمجهود الكبير الذي بذلته اللجنة العليا المنظمة للبطولة برئاسة أحمد ثاني مرشد الرميثي رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، وكذلك المجهود الكبير الذي بذله كل فرد داخل اللجنة، وعلى رأسهم ماجد المهيري نائب رئيس اللجنة ورئيس اللجنة الفنية الذي يعد الجندي المجهول في هذا الحدث الكبير.
أما السبب الثالث في هذا النجاح، فتمثل في المشاركة الكبيرة من البحارة أنفسهم، حيث وجد ثلاثة آلاف بحار على متن 116 محملاً شراعياً، وهو الرقم الأكبر في تاريخ السباقات البحرية للمسافات الطويلة.
وبرغم صعوبة المنافسة لكونها الأطول في التاريخ، حيث تصل إلى 130 كلم، إلا أنها شهدت إثارة بالغة، وتبادلت المحامل مراكز المقدمة، إلى أن حسم «الوصف 87» لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، اللقب لمصلحته عن جدارة.
ولعبت خبرة النوخذة محمد حمد مصبح الغشيش قائد الوصف دوراً مهماً في حسم اللقب، خصوصاً مع تغيير استراتيجية التعامل مع الرياح لأكثر من مرة على مدار 11 ساعة كاملة، كانت مدة التسابق من ميناء دلما مروراً بسبع جزر، ووصولاً إلى مدينة المرفأ المحطة النهاية ومحطة تتويج الأبطال.
ولعبت قيمة الجوائز الكبيرة دوراً مهماً في النجاح، لاسيما أنها تدخل سبباً رئيساً في الإقبال الكبير من البحارة على المشاركة، وخصص النادي 25 مليون درهم جوائز لأصحاب المراكز المائة الأولى، وهو ما يعني أن معظم المشاركين قد حصلوا على جوائز مالية، فيما حصل البطل على مليون ونصف المليون درهم وسيارة، وحصل الوصيف على مليون ومائة ألف درهم وسيارة، وصاحب المركز الثالث على تسعمائة ألف درهم وسيارة.
أما السبب الخامس والأخير في النجاح منقطع النظير، فتمثل في الرعايات من جانب المؤسسات الوطنية، حيث حرصت على رعاية أكبر حدث بحري، ما أسهم في النجاح على أرض الواقع، وكانت أدنوك في مقدمة الرعاة، وكذلك المسعود للسيارات، ومؤسسة بن ربيع ومجموعة الفتان، إضافة إلى مجموعة من الشركاء المتميزين.
من جهته، وجه ماجد عتيق المهيري، المدير التنفيذي لنادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، رئيس اللجنة الفنية للسباق، الشكر إلى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان على رعاية سموه الكريمة للسباق، وعلى حضور سموه للمنافسات، وقال: «بكل تأكيد حضور سمو ممثل الحاكم في منطقة الظفرة السباق ضاعف من قيمته، وجعل الجميع يقاتل من أجل نيل شرف السلام على سموه»، وشدد على أن متابعة سموه لكل كبيرة وصغيرة فيما يخص الأمور التنظيمية كانت السبب الرئيس وراء المشهد المتميز والنجاح الذي تحقق على أرض الواقع.
ووجه المهيري التهنئة للجميع، مؤكداً عدم وجود خاسر في هذا الحدث التراثي الوطني الأصيل، وهنأ الفائزين بالمراكز الأولى، مؤكداً أن الجميع يستحق الإشادة على المجهود الذي بذل والصورة المشرفة التي عكسها كل محمل عن التراث البحري الإماراتي الأصيل.
وعبر المهيري عن فخره الشديد بما تحقق من نجاح على أرض الواقع، مؤكداً أن كل فرد في اللجنة العليا المنظمة بذل كل ما في طاقته من أجل خروج الحدث بصورة مشرفة تليق باسمه وباسم راعيه وباسم التراث البحري الإماراتي.
ووجه التحية للشركاء من مختلف الجهات الحكومية على المساهمات الكبيرة في النجاح، وكذلك وجه تحية خاصة للرعاة الذين قاموا بدورهم الوطني على أكمل وجه، وأكدوا أن دورهم كان وطنياً خالصاً في حب تراث الآباء والأجداد.